روى أبو الفرج في الأغاني بسنده عن العتبي ، قال : « قدم معن بن أوس مكة على ابن الزبير فأنزله دار الضيفان وكان ينزلها الغرباء وأبناء السبيل والضيفان ، فأقام يومه لم يطعم شيئاً ، حتى إذا كان الليل جاءهم ابن الزبير بتيس هرم هزيل فقال : كلوا من هذا ، وهم نيف وسبعون رجلاً ، فغضب معن وخرج من عنده فأتى عبد الله بن العباس فقراه وحمله وكساه ، ثمّ أتى عبد الله بن جعفر وحدّثه حديثه فأعطاه حتى أرضاه ، وأقام عنده ثلاثاً حتى رحل ، فقال يهجو ابن الزبير ويمدح ابن جعفر وابن عباس ( رضي الله عنه ) :
ظللنا بمتن الرياح غدية |
|
إلى أن تعالى اليوم في شرّ محضر |
لدى ابن الزبير حابسين بمنزل |
|
من الخير والمعروف والرفد مقفر |
رمانا أبو بكر وقد طال يومنا |
|
بتيس من الشاه الحجازي أعفر |
وقال اطعموا منه ونحن ثلاثة |
|
وسبعون إنساناً فيا لؤم مخبر |
فقلنا له لا تقرباً فأمامنا |
|
جفان ابن عباس العلا وابن جعفر |
وكن آمناً وارفق بتيسك فإنّه |
|
له أعنزٌ ينزو عليها وأبشر » (١) |
ولمعن بن أوس حديث مكارم من ابن عباس أنعم عليه فمدحه فيها.
فقد روى أبو الفرج بسنده عن عبد الله بن عليّ بن منجوف ، قال : « مرّ عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بمعن بن أوس المزني وقد كفّ بصره فقال له يا معن كيف حالك؟ فقال له : ضعف بصري وكثر عيالي وغلبني الدَين ، قال : وكم
____________________
(١) الأغاني ١٠ / ١٥٧ ط الساسي.