كأحدهم ، فلم يرض بهذا مني ، فاذهب إلى ابن عباس فأقرئه مني السلام وقل : يقول لك ابن عمك ما ترى.
قال سُليم : فدخلت على ابن عباس وهو ذاهب البصر ، فقال : من أنت؟ فقلت : أنصاري ، فقال : رب أنصاري هو أشد علينا من عدونا ، فقلت : لا تخف أنا ممّن لك كلّه ، قال : هات فأخبرته بقول ابن الحنفية ، فقال : قل له لا تطعه ولا نعمة عين إلاّ ما قلتُ لا تزده عليه ، فرجعت إلى ابن الحنفية فأبلغته ما قال ابن عباس ، فهمّ ابن الحنفية أن يقدم إلى الكوفة.
وأخال أنّ ما رواه البلاذري من كلام ابن عباس مع ابن الزبير في إخراجه محمّد بن الحنفية ومن معه من مكة كان بعد حبسهم الأوّل في قبة زمزم وان ذكره البلاذري في تسييرهم إلى الطائف. ولنقرأ عن موقف ابن عباس مع ابن الزبير في حبسه لبني هاشم :
قال ابن خلدون في تاريخه : « وقيل انّ ابن الزبير بعث إلى ابن عباس وابن الحنفية في البيعة ( فأبيا وقالا ) (١) حتى يجتمع الناس على إمام ، فإن هذه فتنة ، فحبس ابن الحنفية في زمزم ، وضيّق على ابن عباس في منزله ، وأراد احراقهما ، فأرسل المختار جيشه كما تقدم ونفّس عنهما ، ولما قتل المختار قوي ابن الزبير عليهما ، فخرجا إلى الطائف ... » (٢).
وهذا من ابن خلدون نحو اقتضاب سار عليه غيره من المؤرخين أيضاً ، ولا حاجة بنا إلى مزيد من البحث فيه ، بعد أن عرفنا أنّ ابن الزبير حبس محمداً في
____________________
(١) سقط في المطبوعة يقتضيه المقام ويدل عليه ما في رواية ابن سعد التالية له.
(٢) تاريخ ابن خلدون ٣ / ٦٤ ـ ٦٥ ط دار الكتاب اللبناني.