وهو الّذي روى عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) قوله : ( أيها الناس الزموا مودتنا أهل البيت ، فإنّه من لقي الله بودّنا دخل الجنة بشفاعتنا ، فوالذي نفس محمّد بيده لا ينفع عبداً عمله إلاّ بمعرفتنا وولايتنا ) (١).
فهو إذن يعيش الولاء ملء إهابه ، ولا يفتر عن إعلانه ، فهو ذكره المفضل لديه ، عاش وناضل دونه ، وها هو اليوم مات عليه.
ـ اللّهمّ وإنّا عبيدك المذنبون نتقرّب إليك أيضاًً بما تقرّب به إليك ابن عباس حبر الأمة من ولاية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ولتجعلنا من الفائزين بقربه والناجين بحبّه إنّك سميع الدعاء قريب مجيد.
فقد روى أحمد بن حنبل بسنده عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : ( طلبني رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فوجدني في حائط نائماً فضربني برجله قال : قم فوالله لأرضينّك أنت أخي ، وأبو ولدي ، تقاتل على سنتي ، من مات على عهدي فهو في كنز الله ، ومن مات على عهدك فقد قضى نحبه ، ومن مات بحبّك بعد موتك ختم له بالأمن والإيمان ما طلعت شمسٌ أو غربت ) (٢) ـ.
اللّهمّ اختم لنا بالأمن والإيمان.
لقد ذكر المؤرخون عن الرواة الّذين حضروا مراسيم تجهيزه أموراً بعضها شرعية ، وبعضها ظاهرة غير طبيعية ، وجميعها يسترعي الأنتباه ، ويستوجب الوقوف عندها لبحثها ، بدءاً من دخول الطير في أكفانه ثمّ الصلاة عليه ، ومروراً بكيفية إجنانه ، وسماعهم تلاوة آية قرآنية تدل على
____________________
(١) أمالي المفيد / ٧٥ ط الحيدرية سنة ١٣٦٧.
(٢) فضائل الصحابة ( الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام » ورقة ٩٦ / أ.