نرى شخصه ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ) (١) » (٢) ، وقد رواه الطبري في ذيل تاريخه والذهبي في سير أعلام النبلاء والمحب الطبري في ذخائر العقبى في ترجمة ابن عباس. فاتفاق المؤرخين على روايته يكاد يلحقه بالتواتر.
أ ـ أخرج الحاكم في المستدرك بسنده عن مجاهد روى أبياتاً ليزيد بن عتبة بن أبي لهب في رثاء ابن عباس ويذكر السحابة الّتي سقت قبر ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فقال :
صبّت ثلاث سماء الله رحمتها |
|
بالماء مرت على قبر ابن عباس |
قد كان يخبرنا هذا ونعلمه |
|
علم اليقين فمن واع ومن ناسي |
انّ السماء يروي القبر رحمتَه |
|
هذا لعمري أمرٌ في يد الناس |
لو كان للقوم رأي يعصمون به |
|
عند الخطوب رموكم بابن عباس |
لله در أبيه أيّما رجل |
|
هل مثله عند فصل الخطب في الناس |
لكن رموكم بشيخ من ذوي يمن |
|
لم يدر ما ضرب أخماس بأسداس (٣) |
أقول : لقد رواها الحاكم ولم يعقب عليها بشيء كما ان الذهبي لم يذكرها في تلخيصه ، ومن الغريب منهما ذلك مع ان فيها أكثر من ملاحظة ، أظهرها الخلط بين أبيات يزيد اللهبي وهي الثلاثة الأولى وبين أبيات لايمن بن خريم قالها في مسألة التحكيم وقد مرت ، فراجع.
____________________
(١) الفجر / ٢٧ ـ ٣٠.
(٢) حلية الأولياء ١ / ٣٢٩.
(٣) المستدرك ٣ / ٥٤٤.