وأحسب تحريفا في ذلك والصحيح ما ذكره ابن سعد في الطبقات بسنده عن عكرمة قال : « سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول : مولاك والله أفقه من مات ومن عاش. وليس يعني ذلك قاله بعد موته » (١).
لقد ذكر غير واحد من المحدثين والمؤرخين (٢) أنّ محمّد بن الحنفية أمر بضرب فسطاط على قبر ابن عباس ثلاثة أيام. وهو لم يكن بدعاً في ذلك ، فقد صنعه من قبل عمر بن الخطاب فقد مرّ على حفّارين يحفرون قبر زينب في يوم صائف فقال : لو اني ضربت عليهم فسطاطاً ، وكان أوّل فسطاط ضرب على قبر بالبقيع ، وقد صار ذلك سنّة لمن بعده ، فعمله عثمان مع عمه الحكم وكان رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) قد لعنه وطرده إلى الطائف فأعاده عثمان أيام خلافته ، ولما مات صلّى عليه وضرب على قبره فسطاطاً (٣).
وصنعته عائشة مع أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر ، فإنّها قدمت ذي طوى حين رفعوا أيديهم عن عبد الرحمن بن أبي بكر ، فأمرت بفسطاط فضرب على قبره ، ووكّلت به إنساناً وارتحلت (٤). وقد ذكره البخاري في صحيحه في الجنائز؟ (٥) وأربك ذلك شراح صحيحه في تلمس المناسبة بينه وبين الباب.
____________________
(١) الطبقات الكبرى ٢ / ٣١٩ تح ـ د. عليّ محمّد عمر ط ١ الخانجي بمصر.
(٢) راجع طبقات ابن سعد ومصنف عبد الرزاق والمعجم الكبير للطبراني والاستيعاب وأنساب الأشراف وذخائر العقبى في ترجمة ابن عباس. وقارن الإرشاد لأبي يعلى القزويني ١ / ١٨٥ تح ـ محمّد سعيد عمر ادريس ط الرياض وغيرها.
(٣) الهداية والإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد للكلاباذي ٢ / ٧١٥ ط دار المعرفة في ترجمة مروان.
(٤) فتح الباري ٣ / ٤٦٦ ط مصطفى محمّد.
(٥) صحيح البخاري كتاب الجنائز باب / ٨١ باب الجريد.