البحث
البحث في موسوعة عبد الله بن عبّاس
قال : « ومناسبة هذا الأثر لحديث الباب أنّ المقيم في الفسطاط لا يخلو من الصلاة هناك فيلزم اتخاذ المسجد عند القبر ، وقد يكون القبر في جهة القبلة فتزداد الكراهة » (١). ومهما يكن تعليله العليل ، فلا شك في أنّ الميت ينتفع بوجود من يبقى عند قبره لما يتلوه من قرآن ودعاء وحتى الصلاة ، كما يستدعي توافد الناس على المصاب للتعازي والسلوان. وفي ذلك إعزاز للميت وتخفيف من ألم فقده على أهله.
سابعاً : أخطاء يجب التنبيه عليها :
لئن ظلم ابن عباس في حياته بتجاهل قدره من قبل أعدائه الأمويين والزبيريين ، فقد لاحقه الظلم بعد وفاته من قبل الرواة والمؤرخين ، فقد نحمّل تبعات ما أسميناه بالظلم الرواة أكثر ممّا نحمّله على المؤرخين ، خاصة أولئك الرواة الّذين أدركوا ابن عباس فشاهدوه ، ثمّ هم رووا لنا تاريخ حياته. فقد ذكروه وأطروه علماً وفهماً وسيرة وسلوكاً ، ثمّ هم سكتوا عمداً أو غير عمد عمّا له مزيد أثر في ضبط تاريخه ، فجرى المؤرخون على نحو ما رواه الراوون. ومن ذلك على سبيل المثال الاختلاف في سنة ولادته كما مرت الإشارة إليه في الجزء الأوّل ، والآن وجدنا الاختلاف في سنة وفاته يتبع بعضه ما تقدم وبعضه الآخر حدث جديداً. ومن ذلك أيضاً الأختلاف في مكان وفاته. وكأنّ الاختلاف في ضبط ولادة ووفيات الأعلام سنة جارية ، فمن راجع تاريخ الرسول الكريم ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يجد ذلك في ولادته وهجرته ووفاته. وكذلك في تواريخ الإمام أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء والحسنين ( عليهم السلام ) ، وحتى في أبي بكر وعمر وعثمان نجد نحو ذلك الاختلاف. فلا بدع لو أخذ تاريخ ابن عباس نصيبه من ذلك الاختلاف.
____________________
(١) فتح الباري٣ / ٤٤٣.