للحاج الراكب بكلّ خطوة تخطوها راحلته سبعين حسنة ، والماشي بكلّ خطوة سبعمائة حسنة ) » (١).
لقد روي عنه في هذا الباب كثيراً مرفوعاً عن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، ونجد بعض ذلك روي موقوفاً ، وفي نظري القاصر أنّه في هذا هو أيضاً بحكم الرفع لأنّه من أين تلقّاه؟ ومن الّذي ربّاه؟ أليس قد مرّت بنا في الجزء الأوّل شواهد اختصاصه بمدينة العلم رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ثمّ من بعد بباب مدينة علمه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فحمل عنهما ما وسعه فهمه ، ففاض بذلك علمه ، إذن لا مشاحّة لو رأينا بعض الموقوف في مصدر مرفوعاً في مصدر آخر.
نعم هناك مرويات عنه ظاهرة الوقف نحو قوله في هذا المجال : « كان رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم إذا دعا جعل باطن كفه إلى وجهه » (٢) ، وقوله : « إياك والسجع في الدعاء فإني شهدت النبيّ صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم وأصحابه لا يفعلون ذلك » (٣).
أو مرفوعة متبوعة منه بقول نحو قوله : « كان النبيّ صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم إذا نظر في المرآة يقول : ( الحمد لله ربّ العالمين الّذي خلقني وسوّى خلقي وجعلني بشراً سويّا ولا حول ولا قوة إلاّ بالله ).
قال ابن عباس ( رضي الله عنهما ) : فما تركتها منذ سمعتها من رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم. ثمّ قال : لا يمسّ وجه من قالها سوءٌ أبداً » (٤) ، إلى غير ذلك.
____________________
(١) المعجم الكبير ١٢ / ٩ ط الموصل.
(٢) المعجم الكبير للطبراني ١١ / ٣٤٤ ط الموصل.
(٣) نهاية الإرب للنويري ٥ / ٢٨٥ ط دار الكتب بمصر.
(٤) نفس المصدر ٥ / ٣١٤.