روى العاصمي في زين الفتى (١) ، وروى فرات بن إبراهيم في تفسيره عن ميمون بن مهران قال : « كنت مع عبد الله بن عباس في الطواف ، فإذا هو بشاب متعلق بأستار الكعبة وهو يقول : اللّهمّ إنّي أبرأ إليك من عليّ بن أبي طالب ، وممّا أحدث في الإسلام.
فقال لي ابن عباس : ادع لي ذلك الشاب. قال : فدعوته إليه ، فجاء فجلس عن يمين ابن عباس.
فقال له ابن عباس : من أنت؟ وما أسمك؟ قال : أنا زمعة بن خارجة الخارجي.
قال : فقال له ابن عباس : يا زمعة وما أحدث عليّ في الإسلام؟ قال : إنّه قتل المسلمين يوم الجمل وصفين.
فقال له ابن عباس : إّنك لغبيّ الرأي مخذول الرأس ، إن عليّ بن أبي طالب شهر سيفه على من خرج على الأمة وقاتل الأئمة ، لو لم يكن لعلي إلاّ أربع خصال كانت له سوابق فوالله لقد سبقت لعليّ سوابق لو قسمت واحدة منهنّ على جميع الخلائق ( أهل الأرض ) لوسعتهم.
قال الرجل : وما هي يا بن عباس أعددها على لأتوب إليك ، إخبرني بواحدة منهن.
قال : أمّا أولاهن أنّه كان أوّل الناس إسلاماً ، فانّه صلّى مع رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) القبلتين وهاجر معه ، ولم يعبد صنماً قط ، ولم يشرب خمراً.
قال : يا بن عباس زدني فإني تائب.
____________________
(١) زين الفتى / ٤٣ مخطوطة مكتبة الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) العامة.