قالوا : صدقت وانصرفوا مغلوبين » (١).
روى ابن عبد ربه في العقد الفريد (٢) ، والسيّد ابن طاووس في الملاحم والفتن (٣) ، واللفظ للأوّل وما بين القوسين من الثاني :
« وقال يوماً معاوية وعنده ابن عباس : إذا جاءت هاشم بقديمها وحديثها ، وجاءت بنو أمية بأحلامها وسياستها ، وبنو أسد بن عبد العزى برفادتها ودياتها ، وبنو عبد الدار بحجابتها ولوائها ، وبنو مخزوم بأموالها وأفعالها ، وبنو تيم بصدّيقها وجوادها ، وبنو عديّ بفاروقها ومتفكرها ، وبنو سهم بآرائها ودهائها ، وبنو جمح بشرفها وأنفتها ، وبنو عامر بن لؤي بفاروقها وقريعها فمن ذا يجلّي في مضمارها ، ويجري إلى غايتها؟ ما تقول يا بن عباس؟
قال : أقول : ليس حي ( من قريش ) يفخرون إلاّ وإلى جنبهم من يشركهم ( فيه ) إلاّ ( بنو هاشم ) فإنّهم يفخرون بالنبوّة الّتي لا يُشاركون فيها ، ولا يساوون بها ، ولا يدفعون عنها ، وأشهد أنّ الله ( تعالى ) لم يجعل محمداً من قريش إلاّ وقريش خير البريّة ( ولم يجعله في بني هاشم إلاّ وهاشم من خير قريش ) ولم يجعله في بني عبد المطلب إلاّ وهم خير بني هاشم ( ولسنا ) نريد أن نفخر عليكم إلاّ بما تفخرون به ( على العرب ، وهذه أمة مرحومة فمنها نبيّها ومهديّها ومهدي أخرها لأنّ ) بنا فُتح الأمر وبنا يختم ، ولك ملك معجّل ولنا ملك مؤجّل ، فإن يكن ملككم قبل ملكنا فليس بعد ملكنا ملك ، لأنّا أهل العاقبة ، والعاقبة للمتقين ».
____________________
(١) فصل المقال / ٣٣٠ ط دار الأمانة بيروت.
ولقد مرّت بعض المسائل مشابهة لما ورد هنا ، ولعل التكرار من وهم الرواة.
(٢) العقد الفريد ٤ / ١٠ تح ـ أحمد أمين ورفيقيه.
(٣) الملاحم والفتن / ٨١ ـ ٨٢.