في حكمه هذا الذي تخالفه أيسر قواعد الجرح والتعديل.
وأمّا النمط الثاني : الذين أصرّوا على أخذ ابن عباس عن أهل الكتاب وسمّوا لنا منهم أنفاراً سنقف معهم عند كلّ واحد واحد منهم. لنرى هل أخذ منه عبد الله بن عباس شيئاً.
ثمّ إنّ البخاري وغيره (١) رووا عن ابن عباس نهيه لمن يأخذ عن أهل الكتاب ، واشتد نكيره على الذين يسألونهم ، مع أنّ عندهم كتاب الله بين ظهرانيهم.
هل أخذ ابن عباس عن كعب الأحبار؟
والجواب : لا. ولسنا متسرعين في ذلك؛ بل لو قال من زعم أخذه عنه بالعكس فما عدا الحق ، نعم ربما اغتر بنحو ما ورد في ألفية السيوطي من قوله :
وقد روى الكبار عن صغار |
|
في السنّ أو في العلم والمقدار |
ومنه أخذ الصحبُ من أتباع |
|
وتابع عن تابع الأتباع |
كالحبر عن كعب وكالزهري |
|
عن مالك ويحيى الأنصاري (٢) |
____________________
(١) صحيح البخاري ٤ / ١٧٣ و ١٩٣ و ٢ / ٧١ ، ومصنف عبد الرزاق ١٠ / ٣١٤ و ١١ / ١١٠ ، وجامع بيان العلم ٢ / ٥١ ، والفصل لابن حزم ١ / ٢١٦ ، وتاريخ ابن كثير ٢ / ١٣٤ ، ومجمع الزوائد ١ / ١٩٢ ، وتفسير السيوطي ١ / ٨٣ نقلاً عن البخاري وعبد الرزاق وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان.
(٢) شيخ المضيرة / ٩١ ط دار المعارف.