المطلوب من رفوفه العالية مثلاً ، فأنّى لي هذا ، وأنا زرع آن حصاده ، وصار الجهد مضنياً ، وفوق ذلك فآفة العلم النسيان ، والقوى الخائرة تصرع الإنسان.
فأسأل الله تعالى العلي القدير أن يتفضل عليّ بما هو أهله ، ويمنحني التوفيق ، وفسحة في العمر لإصدار هذه الحلقات وغيرها ، ممّا وفقني إلى تأليفه أو تحقيقه ، إنّه المتفضل المنان وهو الوليّ المستعان ، ولتكن هذه السطور بمثابة إعتذار إلى القراء عما يجدونه من قصور ، راجياً أن يجدوا فيما سلم منه الفائدة ، وتعويضاً عمّا فات عن غير عمد ، فهذا هو مبلغ الجهد ، والله من وراء القصد.
سأبحث فيها ـ بعد المقدمة ـ عن تاريخه العلمي دراسة وعطاء في عدّة اجزاء ، وفي كلّ جزء عدّة مواضيع ضمن أبواب وفصول.
ففي الجزء الأوّل عدّة أبواب :
الباب الأوّل : وفيه فصلان :
الفصل الأوّل : في الكلام عن بدء تعلمه على يد معلمه الأوّل ، وهو مدينة العلم ( محمّد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقد ازدانت حياته بصحبة ابن عمه طيلة ثلاثين شهراً ، فاقت صحبة أعوام غيره من سائر الصحابة ، ثمّ أتم تعلّمه من بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم على يد معلّمه الثاني باب مدينة العلم ، وهو الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وبذلك أوصاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كما سيأتي بيان