وأمينهم ، ولا يسعك أن تردّني بغير حاجتي ، فإنّ القوم هالكون في أمره ، ففرّج عني فرّج الله عنك.
فقال ابن عباس : ويحك إنّ علم العالم صعب ولا يحتمل ولا تقبله القلوب إلاّ قلب من عصمه الله ، يا أخا أهل الشام إنّما مثل عليّ في هذه الأمّة في فضله وعلمه كمثل موسى والعالم ...
( ثمّ شرع في بيان ما أجمله وبعد ذلك بيّن للشامي فضل الإمام وما جاء فيه من حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مفصلاً كما سيأتي في إحتجاجاته ).
وجاء في آخره : فقال الشامي يابن عباس ملأت صدري نوراً وحكمة ، وفرّجت عني فرّج الله عنك. أشهد أنّ عليّاً رضي الله عنه مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ) (١).
وهكذا كان حبر الأمّة يرفد أهل الشام بعطائه ، ويواصل ذلك حتّى عن طريق المراسلة ، وحسبنا شاهداً كتابه إلى مجبّرة أهل الشام ، وسيأتي بنصه في كتبه ، وفيه من النصح بعد التأنيب ، والدعوة إلى التوبة ، بعد التثريب ومخافة الحوبة ، ما يعدّ روعة في البيان ، فراجع.
مدرسته في مصر
لقد مرّ بنا في الحلقة الأولى من تاريخه ذكر مشاركته في فتح إفريقية بقيادة ابن أبي سرح ، وذكرنا هناك كلامه مع جرجير صاحب
____________________
(١) كتاب ( الهمة في آداب إتّباع الأئمة ) للقاضي النعمان / ٧٥ بتحقيق الدكتور محمّد كامل حسين ، دار الفكر العربي ، سلسلة مخطوطات الفاطميين / ٣.