لقد مرّ بنا في مقدمة الحلقة الأولى ذكر بعض ما عني به تاريخ حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنه من ملابسات شوهت عدّة جوانب من تاريخ حياته ، وذكرنا أنّه استُهدِف لعدّة عوامل تجمّعت على ما بينها من تنافر ، فصار ضحية لتلك القوى المتصارعة ، كما لخصناها فيما قلناه هناك :
( وهكذا كان من قدر ابن عباس أن يكون الحاكمون العباسيون من أبنائه ، ويكون خصومهم الأمويّون والحسنيّون من أعدائهم ، فلحقته تبعات من هؤلاء ، وشتيمات من هؤلاء ، ما شوّه جانباً من تاريخه ، ولم يسلم نتيجة ذلك التشويه حتّى من غير أولئك ، كالخوارج ، بل وحتّى من غير المسلمين ، فكان باختصار : ضحيّة لأمويّة حاقدة حانقة ، وعباسيّة بغيضة مائقة ، وحسنيّة موتورة ثائرة ، وخوارج جوارح قانصة ماكرة ، وأخيراً يهودية وصليبية كافرة ) (١).
____________________
(١) موسوعة عبد الله بن عباس / الحلقة الأولى / ج١ ( نور على الدرب ).