أقول : وهذا من أنحاء التدليس الذي رمي به البخاري ، وقد تحامل عليه أبو داود فقال : هو إن شاء الله مستقيم الحديث ، ولكن له رأي سوء ، كان يرى السيف.
وقد ذكر ابن حجر في تهذيبه السبب الذي قال فيه أبو داود ذلك ، فقال : ( وقد وقفت على السبب الذي قال فيه أبو داود : يرى السيف ، وذلك فيما ذكره أبو زرعة الدمشقي عن علي بن عباس الحمصي ، قال : لقى العلاء بن عتبة الحمصي علي بن أبي طلحة تحت القبة ، فقال : يا أبا محمّد تؤخذ قبيلة من قبائل المسلمين فيقتل الرجل والمرأة والصبي لا يقول أحد الله الله ، والله لئن كانت بنو أمية أذنبت لقد أذنب بذنبها أهل المشرق والمغرب ، يشير إلى ما فعله بنوا العباس لمّا غلبوا على بني أمية وأباحوا قتلهم على الصفة التي ذكرها ، قال : فقال له علي بن أبي طلحة : يا عاجز أو ذنب على أهل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أن أخذوا قوماً بجرائرهم وعفوا عن آخرين ، قال : فقال له العلاء : وانّه لرأيك؟ قال : نعم ، فقال له العلاء : لا كلّمتك من فمي بكلمة أبداً ، إنّما أحببنا آل محمّد بحبّه ، فإذا خالفوا سيرته وعملوا بخلاف سنته فهم أبغض الناس إلينا ) (١).
أقول : ومن هنا عرفنا معنى كلمة يعقوب بن سفيان في علي بن أبي طلحة : ( ضعيف الحديث منكر ليس محمود المذهب )!
____________________
(١) تهذيب التهذيب ٧ / ٣٤٠.