وقفة عابرة مع الغزالي
وتعقيباً منّا على ما مرّ من كلام ابن حجر ، الذي اتخذ ممّا جاء عن ابن عباس مصرّحاً بسماعه أو حضوره أو نحو ذلك في الصحيحين وسيلة إدانة للغزالي ، وهي كذلك ، إلا إنّا سندينه بفمه ومن خلال كتابه ( إحياء علوم الدين ) الذي قيل فيه ما قيل من ثناء وإطراء ، ليتبين للقارئ مدى تبحره وإتقانه وصدقه في زعمه أنّ ابن عباس لم يسمع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلاّ أربعة أحاديث كما قاله في ( المستصفى ) (١)؟!
فنقوله له وللمعجبين به وبكتبه خصوصاً كتابه ( إحياء علوم الدين ) ـ الذي قال هو فيه : ( فاعلم أنّ ما رأيت في الإحياء صحيح ، ولكن بقي في كشفه أمر لا يخفى على المستبصرين ، ولا يغيب عن الشاذّين إذا كانوا منصفين ) (٢) ـ.
فنحن لئلا نكون من الشاذّين بنظره نودّ أن نصدّقه ولا نصادقه في دعواه بصحة ما رأيناه في كتابه الإحياء في خصوص روايات ابن عباس المرفوعة عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم حسب تصريحه برفعها وقد أحصيتها فكانت
____________________
(١) قال الغزالي : ( فابن عباس مع كثرة روايته قيل أنه لم يسمع من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلا أربعة أحاديث لصغر سنه ) المستصفى / ١٣٥ مسألة خبر الواحد فيما تعم به البلوى.
(٢) كتاب الاملاء في اشكالات الإحياء / ٢٩ ملحقاً بكتابه الإحياء ج٥ ط مصر المكتبة التجارية.