تستر عيوبه وتظهر مناقبه ، ولا تجالس له عدواً ، ولا تعادي له وليّاً ، فإذا فعلت ذلك ، شهدت لك ملائكة الله بأنّك قصدته وتعلّمت علمه لله جلّ أسمه لا للناس ) (١).
هنا لابدّ لي من التنبيه والإشارة إلى أنّ بعض ما نراه منسوباً إلى ابن عباس قد نجده بعينه مروياً عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، وهذا في نفسه لا يكون مشكلاً إذا ما استحضرنا مقالة ابن حمدون في أوّل الفصل الثاني من الباب الأوّل من ( التذكرة ) حين قال عند الحديث عن كلام الإمام عليه السلام والعترة النبويّة فقال : ( كلام القرابة ( رضي الله عنهم ) وآدابهم ، وآثارهم ، ومواعظهم.
قد اختلفت الرواة فيما جاء من مثل هذه الآداب والمواعظ اختلافاً شديداً ، ونسبوا الكلمة منها إلى جماعة من القرابة والصحابة. وكثيراً ما نسبوا فقراً يتداولها الناس تارة إلى رسول الله وتارة إلى أهله وأصحابه ( رضوان الله عليهم ) ، حتّى أن الرضي أبا الحسن الموسوي رحمة الله كان مع شدّة توقّيه ، ومعرفته بكلام أبيه ، في نهج البلاغة ، وهو الذي حققه من كلام عليّ عليه السلام ، واختاره ، كثيراً ما تحقق أصحاب الحديث أنّه كلام النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وكذلك غيره فعل ، نسب شطراً من كلامه إلى أولاده ( رضي
____________________
(١) أعلام الدين للديلمي / ٩١ ط مؤسسة آل البيت.