أنّه سيظهر حتّى أدخل الله عليّ الإسلام.
قال الزهري فدعا هرقل عظماء الروم فجمعهم في دار لهم فقال : يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد آخر الأبد؟ وأن يثبت لكم ملككم؟ قال : فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت ، فدعا بهم : إنّي إنّما اختبرت شدتكم على دينكم ، فقد رأيت منكم الذي أحببت ، فسجدوا له ورضوا عنه (١).
____________________
(١) تعليق فيه تدقيق :
أبو سفيان وهرقل
١ ـ هذا النص لم يروه أحد إلا ابن عباس ، ذلك أن أبا سفيان لم يقصه لأي أحد غير ابن عباس كما يزعم ابن عباس في النص رقم ( ٤٢٧٨ ) حيث يقول : ( حدثني أبو سفيان من فيه إلى في ... ) وأتساءل مرتاباً : لم سكت أبو سفيان عن رواية هذه الحادثة قبل أن يسلم؟! ولم يروها إلا بعد إسلامه بزمن غير قصير! بل وبعد وفاة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم؟! وأيضاً أتساءل مرتاباً : لم يقص على ابن عباس هذه الحادثة سراً وليس أمام الناس؟! وأيضاً أتساءل منقباً : أين بقية الركب الذي دخلوا مع أبي سفيان على هرقل ، والذين وقفوا خلف أبي سفيان ليراقبوا ما يقوله ، ويكذبوه إن كذب بناء على طلب هرقل ( فقال ـ أي هرقل ـ : أدنوه مني ـ أي أبو سفيان ـ وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره ، ... فإن كذبني فكذبوه ). ـ ويبدو أن أبا سفيان لا يستصعب الكذب عموماً ـ هؤلاء الذين تراوح عددهم بين العشرين والثلاثين نفراً ، كما تختلف الروايات في ذلك ، فلم لم يرو أحد من هؤلاء هذه الحادثة بعد عودتهم غانمين من تجارتهم! لا قبل إسلامهم ولا بعد إسلامهم! فهذه ليست بالحادثة التي تخفى! ذلك أنه من المفترض أن من بقي منهم على قيد الحياة قد أسلموا بعد الفتح كأبي سفيان ، وإن كنا لا نعرف أحداً بيقين من ذلك الركب وهذه مهزلة أخرى!
إن أباسفيان في خلوته مع ابن عباس يستطيع أن يسامره بمثل هذه الحكايات ، يرويها كما تهوى نفسه وتشتهي إذ ليس عليه الآن رقيب يحاسبه أو يكذبه إن كذب ، لا كما كان الحال في مجلس هرقل ، ومن الراجح أن هذه الخلوة قد تمت في زمن لاحق ، وربما في