الرجال من نفسيات كفيل لحل العقد ، والوقوف على العلل والأسباب المودية للاختلاف ، وأن معرفة الاتجاهات والاراء المطروحة انذاك مهم للتعرف على جذور الخلاف وتاريخ الفقه والتشريع.
وبمعنى آخر يجب ان نُخرج بحوثنا الفقهية المقارنة من دائرة مناقشة الادلة الشرعية البحتة ، لتشمل دراسة الملابسات السياسية والاجتماعية ، ومنها الوقوف على الاتجاهات والعقائد الموجودة حين صدور النصوص.
فلو عرف الباحث ان النهج الحاكم كان يتخذ سـياسة الاكتفاء بالقرآن الكريم مثلاً للحدّ من نشر أحاديث رسول الله في المثالب والفضائل ، ولكي لا يقف الصحابة أو الرواة على سوء فهم الخليفة ، وأنهم قالوا بمشروعية تعددية الرأي للوقوف امام مسار الوحدوية في الشريعة.
فلو عرف الباحث أمثال هذه الأمور لتعامل معها بصـورة اخرى ، وبواقع بعيد عن التقليد الاعمى للسلف ، ولعرف بأن الامر لم يرتبط باختلاف وجهات النظر ، أو اختلاف المرئيات والمسموعات عن رسول الله ، بل ان للسياسة والهوى دور في تحكيم الخلاف الفقهي بين المسلمين.
فالخلفاء امو يين كانوا أم عباسيين
كانوا يريـدون التعرف على الطالبيين ، فاستغلوا اختلاف نظر الصحابة والتابعين في الاحكام