جئت شيئاً إمراً ، قال : (أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ً) (١) ، قال : (قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً ً) (٢).
قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : كانت الأولى من موسى عليه السلام نسياناً ، وقال : وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر في البحر نقرة ، فقال الخضر : ما علمي وعلمك من علم الله إلاّ مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر ، ثم خرجا من السفينة ، فبينما هما يمشيان على الساحل ، إذا أبصر الخضر غلاماً يلعب مع الغلمان ، فأخذ الخضر رأسه بيده فاقتلعه فقتله ، فقال له موسى : (أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً) (٣)؟ قال : (أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) ، قال : وهذه أشد من الأولى ، قال : (إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً * فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ) ـ كان مائلاً فنال الخضر بيده فأقامه ، فقال موسى عليه السلام قوم قد أتيناهم فلم يطعمونا ، ولم يضيفّونا ـ (قَالَ لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً * قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي) (٤). فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : وددنا موسى كان صبر حتى يقصّ علينا من خبرهما » (٥).
____________
(١) الكهف / ٧٢.
(٢) الكهف / ٧٣.
(٣) الكهف / ٧٤.
(٤) الكهف / (٦٧) ـ ٧٨.
(٥) مجمع البيان ٦ / (٣٦٤) ـ ٣٦٥.