والمعين عليك ، فإنّ الذي يقتلك ولد زنا ابن ولد زنا ابن ولد زنا ، إنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة ولم يرض لنا الدنيا ).
قال : ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ابن عباس فقال : ( أما إنّ أوّل هلاك بني أمية ـ بعد ما يملك منهم عشرة ـ على يد ولدك. فليتقوا الله وليراقبوا في ولدي وعترتي ، فإنّ الدنيا لم تبق لأحد قبلنا ولا تبقى لأحد بعدنا. دولتنا آخر الدول ، يكون مكان كلّ يوم يومين ، ومكان كلّ سنة سنتين. ومنا من ولدي من يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ) ) (١).
٦ ـ ( قال سليم ، قال : لمّا قتل الحسين بن عليّ عليه السلام بكى ابن عباس بكاء شديداً ، ثم قال : ما لقيت هذه الأمة بعد نبيها ، اللهم إنّي أشهدك أني لعليّ بن أبي طالب وليّ ولولده ، ومن عدوّه وعدوّهم برئ ، وإنّي أسلّم لأمرهم.
لقد دخلت على عليّ عليه السلام بذي قار ، فأخرج إليّ صحيفة ، وقال لي : ( يا بن عباس ، هذه صحيفة أملاها علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخطي بيدي ). فقلت : يا أمير المؤمنين ، إقرأها علي فقرأها ، فإذا فيها كلّ شيء كان منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى مقتل الحسين عليه السلام وكيف يقتل ومن يقتله ومن ينصره ومن يستشهد معه. فبكى بكاء شديداً وأبكاني.
فكان فيما قرأه علي : كيف يصنع به ، وكيف تستشهد فاطمة ، وكيف يستشهد الحسن ابنه ، وكيف تغدر به الأمة. فلمّا أن قرأ كيف يقتل الحسين
____________________
(١) كتاب سليم / ٩٠٥ ح ٦١ تح الأنصاري نشر الهادي.