فمن هو الواضع؟
وما هي هوية الرواة؟
ومَن هم الشيعة الذين أخذوا يضعون وينسبون لعليّ عليه السلام ما يظنون أنّه يُعلي من قدره العلمي؟
وما هو التراث الذي وضعوه؟
وهل كان عليّ عليه السلام بحاجة لأن يعلي قدره العلمي بما يضع له الشيعة؟
إنّها مزاعم صبيانية كان على ابن الأزهر أن يتجنبها لما يعلمه هو وغيره بأنَّ عليّاً عليه السلام لم يكن ينقصه شيء ، حتى يكملوه له شيعته ، وهل بعد قول النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : ( أنا مدينة العلم وعليّ بابها ) (١) مجال للتنطع ( ليعلي من قدره العلمي )؟!
أو قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( أقضاكم عليّ ) ، أو قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ ) ، أو قوله : صلى الله عليه وآله وسلم ( عليّ عيبة علمي ) ، إلى غير ذلك ممّا دلّ على تميّز عليّ عليه السلام على سائر الصحابة في مقامه العلمي.
ودع شهادات أعيانهم بذلك ، فمن كان بهذا المقام السامي وله الأفضلية ، فهو بغير حاجة إلى شيعته يضعون له ما يعلي قدره العلمي.
وأمّا شأن الحديثين اللذين ذكرهما وجعلهما بمثابة دليل على وضع الشيعة ولم يعلّق عليهما ساخراً بقوله : ( ومجرّد رواية هذين الحديثين يغني عن التعليق عليهما ).
____________________
(١) راجع كتاب عليّ إمام البررة ١ / ٢٢٤ ـ ٢٤١.