ونحن أيضاً لسنا بحاجة إلى التعليق منه عليهما بشىء ، بعد أن عرفنا مبلغ علمه في جعله لهما من أحاديث الشيعة ليَعلوا قدر عليّ عليه السلام العلمي؟ وهما ـ الحديثان ـ ليسا من أحاديث الشيعة فحسب ، بل رواهما من أهل السنة في مصادرهما المعتبرة عند أحمد أمين! وعنهم أخذت المصادر الشيعية من باب إلزام الخصم وتأكيد الحجة.
فالحديث الذي رواه أبو جمرة ، لقد رواه الغزالي في ( إحياء العلوم ) في الباب الرابع فصل في القرآن ، ورواه أبو طالب المكي في كتابه ( علم الغيوب ) (١) ، ورواه السيوطي في ( الإتقان ) (٢) ، وهؤلاء من أئمة أهل السنة ، وقد اعتمد هو على السيوطي فأخذ عن كتابه ( الإتقان ) مقولة الشافعي ( لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلاّ شبيه بمائة حديث ) ، فعليه أن يقبل هنا ما ذكرته عنه ، ولا يكونن من الممترين.
وأمّا الحديث الثاني الذي رواه أبو الطفيل ، فقد رواه ابن سعد في ( الطبقات (٣) ، وابن جرير في تفسيره (٤) ، وعبد الرزاق في ( المصنف ) كما في ( فتح الباري ) لابن حجر (٥) ، وابن عبد البر في ( الإستيعاب ) (٦) ، وابن حجر في
____________________
(١) كتاب علم الغيوب / ٧٢.
(٢) الإتقان ٢ / ١٦ النوع ٨٢.
(٣) طبقات ابن سعد ٢ / ق٢ / ١٠١.
(٤) تفسير ابن جرير ٢٦ / ١١٦.
(٥) فتح الباري ١٠ / ٢٢١.
(٦) الإستيعاب ٢ / ٤٦٣ وذكره أيضاً في كتاب العلم.