خالد ـ رضي الله عنهما ـ أن يقتل بني عامر ويحرقهم بالنار (١).
ولمّا ارتد الفجأة ـ واسمه إياس بن عبد الله بن عبد ياليل ـ بعث إليه أبو بكر الصديق الزبير بن العوام في ثلاثين فارساً وبيّته ليلا فأخذه ، فقدم به على أبي بكر ، فقال أبو بكر : أخرجوه إلى البقيع ـ يعني إلى المصلى ـ فأحرقوه بالنار ، فأخرجوه إلى المصلى فأحرقوه.
وزعم بعض أهل السير أنّه رفع عليه أنّه كان ينكح كما تنكح المرأة.
ذكر ذلك كلّه يعقوب بن محمد الزهري في كتاب ( الردة ) ، قال : وحدثني عبد العزيز بن أبي حازم ، عن داود بن بكر ، عن محمد بن المنكدر : أنّ خالداً كتب إلى أبي بكر يذكر أنّه وجد في بعض نواحي العرب رجلاً ينكح كما تنكح المرأة ، فاستشار فيه أبو بكر ، فكان عليّ من أشدّهم فيه قولاً. فقال : إنّ هذا ذنب لم تعص به أمة من الأمم إلاّ أمة واحدة صنع الله بها ما قد علمتم ، أرى أن تحرقوه بالنار ، فأجمع رأيهم على ذلك ، فكتب أبو بكر إلى خالد ، فحرقه.
قال : وحدثني معن بن عيسى ، عن معاوية بن صالح ، عن عياض بن عبد الله ، قال : لمّا استشارهم أبو بكر ، قالوا : نرى أن ترجمه ، فقال عليّ : أرى أن تحرقوه ، فإنً العرب تأنف من المثلة ولا تأنف من الحدود ، فحرقوه.
وذكر موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب : في ردّة أسد وغطفان يوم بزاخة (٢) ، قال : فاقتتلوا ـ يعني هم والمسلمون قتالاً شديداً ـ وقتل
____________________
(١) ضعيف ، فهو مرسل ، ومع إرساله مجالد ضعفه غير واحد.
(٢) في القاموس بزاخة : وقعة لأبي بكر.