حدثنا علي بن عبد الله : حدثنا سفيان ، عن أيوب ، عن عكرمة : أنّ عليّاً رضي الله عنه حرّق قوماً فبلغ ابن عباس ، فقال : لو كنت أنا لم أحرقهم ، لأنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( لا تعذّبوا بعذاب الله ) ، ولقتلتهم كما قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : ( من بدّل دينه فاقتلوه ) ) (١).
فقال ابن حجر : ( هكذا بت الحكم في هذه المسألة لوضوح دليلها عنده ومحله إذا لم يتعين التحريق طريقاً إلى الغلبة على الكفار حال الحرب.
( قوله : عن بكير ) بموحدة وكاف مصغر ، ولأحمد عن هشام بن القاسم عن الليث حدثني بكير بن عبد الله بن الأشج ، فأفاد نسبته وتصريحه بالتحديث.
( قوله : عن أبي هريرة ) ، كذا في جميع الطرق عن الليث ، ليس بين سليمان بن يسار وأبي هريرة فيه أحد ، وكذلك أخرجه النسائي من طريق عمرو بن الحارث وغيره عن بكير ، ومضى قبل أبواب معلّقاً ، وخالفهم محمد بن إسحاق فرواه في السيرة عن يزيد بن أبي حبيب ، عن بكير ، فأدخل بين سليمان وأبي هريرة رجلاً وهو أبو إسحاق الدوسي. وأخرجه الدارمي وابن السكن وابن حبان في صحيحه من طريق ابن إسحاق ، وأشار الترمذي إلى هذه الرواية ، ونقل عن البخاري أنّ رواية الليث أصح ، وسليمان قد صح سماعه من أبي هريرة ، يعني وهو غير مدلّس فتكون رواية ابن إسحاق من المزيد في متصل الإسانيد.
____________________
(١) صحيح البخاري ٤ / ٢١ ، باب لا يعذب بعذاب الله.