فقال كلّ واحد منهما : ( لا ينتهي يستعمل علينا هذا الصبيّ العبد ) فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليودّعه ويسلّم عليه ، فوافق ذلك إجتماع بني هاشم فدخل معهم واستأذن أبو بكر وعمر أسامة ليسلّما على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فأذن لهما.
فلمّا دخل أسامة معنا ـ وهو من أوسط بني هاشم وكان شديد الحبّ له ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لنسائه : ( قمن عني فأخلينني وأهل بيتي ). فقمن كلّهنّ غير عائشة وحفصة فنظر إليهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال : ( أخلياني وأهل بيتي ). فقامت عائشة آخذة بيد حفصة وهي تذّمر غضباً وتقول : ( قد أخليناك وإياهم ) ، فدخلتا بيتاً من خشب.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعليّ عليه السلام : ( يا أخي ، أقعدني ) ، فأقعده عليّ عليه السلام وأسنده إلى نحره ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ( يا بني عبد المطلب ، اتقوا الله واعبدوه ، واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا ولا تختلفوا. إنّ الإسلام بني على خمسة : على الولاية والصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج. فأمّا الولاية فلله ولرسوله وللمؤمنين الذين يؤتون الزكاة وهم راكعون (١) ، ( وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) (٢) ).
قال ابن عباس : وجاء سلمان والمقداد وأبو ذر ، فأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع بني عبد المطلب.
____________________
(١) إشارة إلى قوله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) في سورة المائدة : الآية ٥٥.
(٢) المائدة / ٥٦.