فقال سلمان : يا رسول الله ، للمؤمنين عامّة أو خاصة لبعضهم؟ قال : ( بل خاصة لبعضهم ، الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه في غير آية من القرآن ).
قال : من هم يا رسول الله؟ قال : ( أوّلهم وأفضلهم وخيرهم أخي هذا عليّ بن أبي طالب ـ ووضع يده على رأس عليّ عليه السلام ـ ثم ابني هذا من بعده ـ ثم وضع يده على رأس الحسن عليه السلام ـ ثم ابني هذا ـ ووضع يده على رأس الحسين عليه السلام ـ من بعده ، والأوصياء تسعة من ولد الحسين عليه السلام واحداً بعد واحد ، حبل الله المتين وعروته الوثقى. هم حجة الله على خلقه وشهداؤه في أرضه. من أطاعهم فقد أطاع الله وأطاعني ، ومن عصاهم فقد عصى الله وعصاني ، هم مع الكتاب والكتاب معهم ، لا يفارقهم ولا يفارقونه حتى يردا عليَّ الحوض.
يا بني عبد المطلب ، إنّكم ستلقون من بعدي من ظلمة قريش وجهال العرب وطغاتهم تعباً وبلاء وتظاهراً منهم عليكم ، وإستذلالاً وتوثباً عليكم ، وحسداً لكم وبغياً عليكم ، فاصبروا حتى تلقوني. إنّه من لقي الله ـ يا بني عبد المطلب ـ موحّداً مقرّاً برسالتي أدخله الجنة ويقبل ضعيف عمله ويجاوز عن سيئاته.
يا بني عبد المطلب ، إنّي رأيت على منبري اثني عشر من قريش ، كلّهم ضالّ مضلّ يدعون أمتي إلى النار ، ويردّونهم عن الصراط القهقرى : رجلان من حيين من قريش عليهما مثل إثم الأمة ومثل جميع عذابهم ، وعشرة من بني أمية. رجلان من العشرة من ولد حرب بن أمية ، وبقيتهم من ولد أبي العاص بن أمية.