وأعقبتْ ذلكم السؤال محاورات تَترىٰ بيني وبين نفسي ومخزوني الفكري والعقائدي والمذهبي.
كانت رياح توجّهي « الحديث » حينها تصرفه عن ما هو فيه إلّا أني كنتُ أرجعها إليه في مفارقات عدّة لا مجال لتسطيرها هنا !!
ومن ثمَّ رجعت في نهاية المطاف إلىٰ نفسي وقلت : أولستَ قد أخذت علىٰ نفسك عهداً أن لا تدع قول فرقةٍ في فرقةٍ قائدك ومقنعك إلا بعد « فحص » ما جاء عنها في كتبها ؟
أيقبلُ عقلُك أن يكون « للزيدية » هذه الردود والنقوض علىٰ مذهب الإثني عشرية وتظلُّ واقفةً حائرة لا تردّ ولا تدافع عن نفسها ، وهي من عرفتَ في ردودها علىٰ أهل السنّة (١) ودحض أقاويلهم عليها.
_______________________
عبدالله بن حمزة فيه ـ مع الأسف ـ الموضوعيةَ والدقّة ; كحال أكثر الكتب عند كثير من المذاهب والتي تؤلّف لهذا الغرض. والكتاب مازال مخطوطاً.
١) أهل السنة : « هم القائلون بخلافة أبي بكر وعمر عن استحقاق ويقابلهم الشيعة » المعجم الوسيط : ٤٥٦.
« أما لفظ « السنّة » فلم يظهر مقروناً بلفظ « الجماعة » في بادئ الأمر ، بل ظهر بمفرده أوّلاً في العهد الاُمَويّ أيضاً للتمييز بين المنتظمين في سلك « الجماعة » وبين الآخرين الذين مازالوا يؤمنون بقداسة الدين التي تأبى أن يكون رجال بني أمية هؤلاء زعماء له ناطقين باسمه ... » تاريخ الإسلام الثقافي والسياسي : ٥٧٧.
وأهل السنة ـ في نظر البغدادي
( ٤٢٩ ) ـ ثمانية أصناف : الصفاتية من المتكلمين وأئمة الفقه من فريقي الرأي والحديث والمحدّثون ( أهل الحديث )