ترىٰ الإماميةُ الاثنا عشرية ـ بناءاً علىٰ قولها باللطف الإلهيّ المطلق ـ أنَّ الإمامَ لابُدَّ أن يكون معصوماً ، وأنّ منصب الامامة منصبٌ لايستحقه إلّا المعصوم.
يقول الشيخ المفيد (١) في « أوائل المقالات » (٢) : « واتَّفَقَتْ الاماميّةُ علىٰ أنّ
_______________________
١) محمّد بن محمّد بن النعمان البغدادي الكَرْخي ( ٣٣٦ أو ٣٣٨ ـ ٤١٣ ه ) الشيخ المفيد ، ابن المعلّم ، عالم الشيعة ، صاحب التصانيف الكثيرة ، شيخ مشائخ الطائفة الإمامية الإثني عشرية ، لسان الإمامية ، رئيس الكلام والفقه ، كان يناظر أهل كلّ عقيدةٍ ، كثير الصدقات ، عظيم الخشوع ، كثير الصلاة والصوم ، خشن اللباس ، له أكثر من مائتي مصنّف ، كانت جنازته مشهودة ، وشيّعه ثمانون ألفاً. انظر : حياة الشيخ المفيد ومصنّفاته ، أعيان الشيعة : ٩ / ٤٢٠ ، سير أعلام النبلاء : ١٧ / ٣٤٤ ، تاريخ الإسلام : ( حوادث ٤١١ ـ ٤٢٠ ه : ٣٣٢ ) الأعلام : ٧ / ٢١ ، معجم رجال الحديث : ١٨ / ٢١٣.
٢) « أوائل المقالات في المذاهب والمختارات » للشيخ المفيد ، كتاب يشتمل على « الفرق بين الشيعة والمعتزلة وفصل مابين العدلية من الشيعة ومن ذهب إلى العدل من المعتزلة والفرق مابينهم من بعد وبين الامامية فيما اتفقوا عليه من خلافهم فيه من الأصول ، وذكر ـ في أصل ذلك ـ ما اجتباه هو من المذاهب المتفرّعة عن أصول التوحيد والعدل والقول في اللطيف من الكلام ... ».
وقد طبع هذا الكتاب عدة طبعات ، وهو من أجود الكتب في بابه.