حقّاً إنها لمأساة !!
وسرّ « المأساوية » فيها أنّ أمرَ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الرجوع إلىٰ اثني عشر إمام معصوم من بعده لم يُتَّبعْ ولم يراعَ ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وأمّا الإثنا عشرية فقد قالت : أن الأئمة من بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم اثنا عشر إماماً (١).
واستدلّوا علىٰ حصرهم ذلك بالنقل والعقل !!
يقول « الشريف المرتضى » :
« الذي يدلّ على إمامة الأئمة عليهالسلام من لدن حسن بن علي بن أبي طالب إلىٰ الحجة بن الحسن المنتظر صلوات الله عليهم نقل الإمامية وفيهم شروط الخبر المتواتر المنصوص عليهم بالإمامة وأن كل إمام منهم لم يمض حتّىٰ ينصَّ علىٰ من يليه باسمه عنه ، وينقلون عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم نصوصاً في إمامة الإثني عشر صلوات الله عليهم ، وينقلون زمان غيبة المنتظر صلوات الله عليه وصفة هذه الغيبة عن كل من تقدّم من آبائه ، وكل شيء دللنا به علىٰ صحة نقلهم لما انفردوا به من النصّ الجليّ علىٰ أمير المؤمنين عليهالسلام
_______________________
١) وليست الإثنا عشرية وحدها هي التي قالت هكذا ؛ بل أنَّ أكثر محدِّثي المذاهب الإسلامية أوردوا في صحاحهم ومسانيدهم حديث الأئمة الاثني عشر ، إما إجمالاً أو تفصيلاً. انظر : صحيح البخاري : ٩ / ١٤٧ / ٧٩ ، صحيح مسلم : ٣ / ١٤٥٢ / ٥ ( ١٨٢١ ) ، مسند أحمد بن حنبل : ١ / ٣٩٨ ، ٤٠٦ ، ينابيع المودّة : ٣ / ٢٨١. للتوسّع انظر : إعلام الورى : ٢ / ١٥٧ ـ ٢٠٨ ، نفحات الأزهار : ٢ / ٣٣٧ ، دلائل الصدق : ٢ / ٤٨٥ ، بحارالأنوار : ٣٦ / ١٩٢ ـ ٤١٨ ، الإلهيّات : ٤ / ١٠٩ ـ ١١٥ ، وراجع : إثبات الهداة للحرِّ العاملي.