أنّ أبا طالب كان مثله كمثل أصحاب الكهف ، حين أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك ، فآتاهم الله أجرهم مرتين ) (١).
فيا هل ترى أنّ ابن عباس رضي الله عنه عجز عن الجواب؟ وهو الذي كان على حدّ تعبير عمر كما في المحاججة الآتية : ( واهاً لابن عباس ما رأيته لاحى أحداً قط إلاّ خصمه )؟!!
أم أنّ يداً أثيمة امتدّت إلى المحاورة فحذفت منها ما لم يرق لها من بليغ الحجة وفصل الخطاب! كما صنع أبو الفرج في حذفه كلاماً كثيراً كره ذكره ، وقد مرّ اعترافه بذلك في إحتجاج (٦) تحت عنوان ( أوّل من راثكم عن هذا أبو بكر ) ، فراجع.
بين يدي المحاججة :
لقد أخرج هذه المحاججة جمع من المصنفين في كتبهم ، منهم :
١ ـ أبو محمد الفضل بن شاذان في كتابه ( الإيضاح ) (٢).
٢ ـ أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد الشيباني المعروف بـ ( ثعلب )
____________________
(١) الأمالي للصدوق / ٣٦٦ ، الحجة على المذاهب / ٩٤ ـ ١١٥ ، الغدير ٧ / ٣٩٦ ، وقد روى عن الإمام الصادق عليه السلام أنه أجاب أيضاً من سأله عن ذلك مستشهداً بالبيت المذكور ومعه قوله :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه |
|
ثمال اليتامى عصمة للأرامل |
وفي رسالة ( بغية الطالب في إيمان أبي طالب ) ما يغني عن الإطالة.
(٢) كتاب الإيضاح لابن شاذان / ٨٧ ط الأعلمي بيروت.