ثم قال : والله لئن وليها ليحملنّ بني أبي معيط على رقاب الناس ، ثم لتنهضنّ إليه العرب فتقتله.
ثم قال : يا بن عباس إنّه لا يصلح لهذا الأمر إلاّ حصيف العقدة قليل الغرّة ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، يكون شديداً من غير عنف ، لّيناً من غير ضعف ، جواد من غير سرف ، ممسكاً من غير وكف.
ثم أقبل على ابن عباس ، فقال : وإنّ أحراهم أن يحملهم على كتاب ربّهم وسنة نبيّهم لصاحبك ، والله لئن وليها ليحملنّهم على المحجة البيضاء والصراط المستقيم ) (١).
روى الزمخشري في ( الفائق ) ( نشنش ) عن ابن عباس رضي الله عنه :
( كان عمر إذا صلى جلس للناس. فمن كانت له حاجة كلّمه ، وإن لم يكن لأحد حاجة قام فدخل ، فصلى صلوات لا يجلس للناس فيهنّ.
قال : فحضرت الباب ، فقلت : يا يرفأ أبأمير المؤمنين شكاة؟
فقال : ما بأمير المؤمنين من شكوى.
فجلست فجاء عثمان بن عفان ، فجاء يرفأ ، فقال : قم يابن عفان ، قم يابن عباس ، فدخلنا على عمر فإذا بين يديه صُبرٌ من مال ، على كلّ صبرة منها كتف.
____________________
(١) الإيضاح / ١٦٣.