روى الزبير بن بكار أيضاً في ( الموفقيات ) عن ابن عباس رحمه الله قال :
( خرجت من منزلي سحراً أسابق إلى المسجد وأطلب الفضيلة ، فسمعت خلفي حساً وكلاماً ، فتسمعته فإذا حس عثمان وهو يدعو ولا يرى أنّ أحداً يسمعه ، ويقول : اللّهمّ قد تعلم نيّتي فأعنّي عليهم ، وتعلم الذين أبتليت بهم من ذوي رحمي وقرابتي فأصلحني لهم وأصلحهم لي.
قال : فقصّرت من خطوتي وأسرع في مشيته فألتقينا فسلّم فرددت عليه.
فقال : انّي خرجت ليلتنا هذه أطلب الفضل والمسابقة إلى المسجد.
فقلت : إنّه أخرجني ما أخرجك.
فقال : والله لئن سابقت إلى الخير إنّك لمن سابقين مباركين ، وإنّي لأحبّكم وأتقرب إلى الله بحبّكم.
فقلت : يرحمك الله يا أمير المؤمنين إنّا لنحبّك ونعرف سابقتك وسنّك وقرابتك وصهرك.
قال : يا بن عباس فما لي ولابن عمك وابن خالي؟
قلت : أيّ بني عمومتي وبني أخوالك؟
قال : اللّهم غفراً تسأل مسألة الجاهل.
قلت : إنّ بني عمومتي من بني خؤلتك كثير فأيّهم تعني؟
قال : أعني عليّاً لا غيره.
فقلت : لا والله يا أمير المؤمنين ما أعلم منه إلاّ خيراً ولا أعرف له إلاّ