المؤمنين حبيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى ابنها الخالص زيد بن صوحان.
أمّا بعد : فإذا أتاك كتابي هذا فأقدم فانصرنا على أمرنا هذا ، فإن لم تفعل فخذّل الناس عن عليّ.
فكتب إليها : من زيد بن صوحان إلى عائشة ابنة أبي بكر الصدّيق حبيبة ـ حبيسة ـ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
أمّا بعد : فأنا ابنك الخالص إذ أعتزلتِ هذا الأمر ورجعت إلى بيتك ، وإلاّ فأنا أوّل من نابذكِ.
قال زيد بن صوحان : رحم الله أم المؤمنين ، أُمرت أن تلزم بيتها وأمرنا أن نقاتل ، فتركت ما أمرت به وأمرتنا به ، وصنعت ما أمرنا به ونهتنا عنه!؟ ) (١).
فإرسال الإمام عليه السلام له مع ابن عباس كان من هذه الجهة تنبيهاً لها على فشل ما خططته له من إستنصار.
ومن هنا تستمر محاورات ابن عباس مع رموز الناكثين. كما في :
قال الشيخ المفيد في كتاب ( الجمل ) :
( ثم دعا عبد الله بن عباس ، فقال : ( انطلق إليهم فناشدهم الله وذكرّهم العهد الذي لي في رقابهم ).
____________________
(١) تاريخ الطبري ٤ / ٤٧٦ ـ ٤٧٧.