المذكور هذا الكلام وقال :
منحوه بالجزع الكلام وأعرضوا |
|
بالغور عنه ( فما عدا ممّا بدا ) (١) |
وهذا القول من جملة قصيدة طويلة.
قال ابن أبي الحديد :
( وقد روى المدائني ... قال : بعث عليّ عليه السلام ابن عباس يوم الجمل إلى الزبير قبل الحرب ، فقال له : إنّ أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول لكم : ألم تبايعني طائعاً غير مكرَه فما الذي رابَك مني فاستحللت به قتالي؟
قال : فلم يكن له جواب ، إلاّ أنّه قال : إنّا مع الخوف الشديد لنطمع ، لم يقل غير ذلك.
قال أبو إسحاق ـ الراوي ـ : فسألت محمّد بن عليّ بن الحسين عليه السلام ما تراه يعني بقوله هذا؟
فقال : والله ما تركت ابن عباس حتى سألته عن هذا؟
فقال يقول : إنّا مع الخوف الشديد ممّا نحن عليه نطمع أن نلي مثل الذي ولّيتم ) (٢).
وقد روى هذه السفارة كلّ من الجاحظ في ( البيان والتبيين ) عن عبد
____________________
(١) وفيات الأعيان / ترجمة أبي الغنائم الواسطي المعروف بابن المعلم المتوفى سنة ٥٩٢ هـ.
(٢) شرح النهج لابن أبي الحديد ٢ / ٤٩٩.