نماذج مثيرة لإعترافات خطيرة
١ ـ روى البلاذري في ( أنساب الأشراف ) في حديث أبي ذر مع عثمان : ( وقال قتادة : تكلم أبو ذر بشيء فكذّبه عثمان ) (١).
فماذا كان ذلك الكلام الذي كرهه عثمان فكذّبه؟ وكيف كذّبه ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في أبي ذر : ( ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء على رجل أصدق ذي لهجة من أبي ذر ) (٢)؟!
وهكذا يبقى عثمان يعدّ خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يكذّبه! إنّها بليّة المسلمين تكريم خليفة الأمويين على حساب كرامة رسول ربّ العالمين (؟!).
٢ ـ وروى البلاذري أيضاً في حديث عمار مع عثمان بعد موت أبي ذر بالربذة طريداً وحيداً ، فأراد تسيير عمار كما صنع بأبي ذر : ( جاءت بنو مخزوم إلى عليّ فسألوه أن يكلم عثمان فيه ، فقال له عليّ : ( يا عثمان اتق الله فإنّك سيرّت رجلاً صالحاً من المسلمين فهلك في تسييرك ، ثم أنت الآن تريد أن تنفي نظيره ) ، وجرى بينهما كلام (؟) حتى قال عثمان : أنت أحق بالنفي منه ، فقال عليّ : ( رم ذلك إن شئت ) (٣).
____________________
(١) أنساب الأشراف ق٤ ١ / ٥٤٤.
(٢) راجع موسوعة اطراف الحديث النبوي الشريف ٩ / ٤٠ ـ ٤١ تجد الحديث بألفاظ متقاربة وعن مصادر تربو على الثلاثين.
(٣) سيأتي في المحاورة الثالثة للعباس مع عثمان ما يشير إلى تصميمه أن يقوم بأمر النفي لعلي وأصحابه ، ممّا دعا العباس إلى أن يتدخل في نصح عثمان أن لا يقوم بما عزم عليه ممّا يسبب له وللمسلمين كارثة لا يعفى أثرها.