( الحديث الثامن ) : ردت على ابن عباس قراءته قوله تعالى : ( وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا )(١) (٢) بالتخفيف. فأخرج البخاري في التفسير عن ابن أبي مليكة : قال ابن عباس : ( حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا )(٣) خفيفة ذهب بها هنالك ، وتلا : ] حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ [ (٤) فلقيت عروة بن الزبير فذكرت له ذلك ، فقال : ( قالت عائشة : معاذ الله ، والله ما وعد الله ورسوله في شيء قط إِلا علم أنه كائن قبل أن يموت ولكن لم يزل البلاء بالرسل حتى خافوا أَن يكون من معهم يكذّبونهم فكانت تقرؤها ( كُذِّبوا ) مثقلة.
لا شك أنّ عائشة كانت جريئة في نقدها لمن لا يوافقها ، صريحة في آرائها النقدية ، فهي لمكانتها الإجتماعية وكونها إحدى أمّهات المؤمنين ، فقد كان يُرعى ويُحسب لها عند السلطة القائمة ما يميزها عن غيرها من أمهات المؤمنين ، بعدما برزت في المجتمع تقود المعارضة ضدّ الإمام عليه السلام
____________________
(١) يوسف / ١١٠.
(٢) هنا شطب المؤلف علَى ما يلي :
قاله أبو الفرج ابن الجوزي : ففي البخاري : قالت عائشة رضي الله عنها : ( لم ينزل البلاء بالرسل حتى خافوا أن يكون من معهم يكذبونهم ) وكانت تقرؤها مثقلة ، وتلا : ( مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ) البقرة / ٢١٤ ، فقالت : ( معاذ الله ، ما وعد الله رسوله من شيء قط إِلا على علم أنه كائن قبل أن يموت ولكن لم ينزل ).
(٣) يوسف / ١١٠.
(٤) البقرة / ٢١٤.