واحدة ـ كما سيأتي بيانه ـ والأحاديث التي رويت عنها ونافت على العشرة ، روى بعضها مالك وعنه البخاري أيضاً ، كما روى بعضها الآخر هو ومسلم وبقية أصحاب السنن والمسانيد ، ومدار الجميع على الرواة عن عائشة ، وجميعهم من حامّتها وخاصّتها كعروة ابن أختها ، والقاسم ابن أخيها ، وعمرة بنت عبد الرحمن ربيبتها ، وهؤلاء الثلاثـة جعلهم ابن عيـيـنة أعلم الناس بحديث عائشة (١)! ثمّ رواية أبي قلابة ، وهو عبد الله بن يزيد الجرمي (٢) ، ورواية الأسود بن يزيد النخعي ، ومسروق بن الأجدع من المختصّين بها (٣) ، ولهؤلاء جميعاً مقام مرموق عند حكام الأمويين ، أضف إليهم ابن شهاب الزهري فهو من صنائعهم!
والآن إلى صور الحديث الذي أشرنا إليه نقلاً عن المصادر الثلاث الأولى :
١ ـ ( الموطأ لمالك بشرح تنوير الحوالك ) للسيوطي : ( حدثني يحيى ،
____________________
(١) اسعاف المبطأ / ٢١.
(٢) كان ديوانه بالشام ومات بداريا سنة ١٠٤ ـ ١٠٥ ، وحسبك بذلك تعريفاً. راجع المعارف / ٤٤٦ ـ ٤٤٧. وفي تهذيب ابن حجر ٦ / ٨٠ ط الهند ( عبد الله بن يزيد رضيع عائشة بصري ، وعنه ( كنيته ظ ) أبو قلابة الجرمي ) وهذا له في الصحاح عدا البخاري.
(٣) قال ابن أبي الحديد في شرح النهج ١ / ٢٦٩ وروى أبو نعيم عن عمرو بن ثابت عن أبي إسحاق قال : ثلاثة لا يؤمنون على عليّ بن أبي طالب : مسروق ومرة وشريح وروي ان الشعبي رابعهم ـ وقال : روى سلمة بن كهيل انهما ـ الأسود بن يزيد ومسروق بن الاجدع ـ كانا يمشيان إلى بعض أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقعان في عليّ عليه السلام فأما الاسود فمات على ذلك ، وأمّا مسروقً فلم يمت حتى كان لا يصلي لله تعالى صلاة إلاّ صلّى بعدها على عليّ ابن أبي طالب عليه السلام لحديث سمعه من عائشة في فضله. فيا ترى من هي التي كانا يمشيان إليها فيقعان في علي عليه السلام غير عائشة؟