المأثور عنه من تهميش وتشويش. وكأنّ حرمة الصحابة تطغى على الحق المبين ، حتى ولو كان منهم من لعنه النبيّ الصادق الأمين.
ولا ينقضي العجب! من أولئك المدافعين عن المنافقين والفاسقين ، لماذا لم تشمل عندهم بركات الصحبة أمير المؤمنين عليه السلام ، أوّل القوم إسلاماً ، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة سبطا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وابن عباس حبر الأمّة ، حين أعلن معاوية بسبّهم بعد التحكيم في أمر صفّين. فهل كانوا دون أولئك الذين تقدمت أسماؤهم ممن لا تلتقي بذمهم الشفتان أزدراءً بهم؟ وهل ورد في واحد منهم من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كقوله لعليّ : ( من سبّك فقد سبّني )؟ كما سيأتي في محاورة ابن عباس مع الذين كانوا يجاهرون بسب الإمام عليه السلام.
ولماذا لم تشملهم فتوى الإمام السرخسي الحنفي في أصوله : ( فمن طعن فيهم ـ الصحابة ـ فهو ملحد منابذ للإسلام ، دواؤه السيف إن لم يتب ) (١).
إنّها الإزدواجية في المعايير ، وإلى الله المصير.
____________________
(١) كتاب الاصول ٢ / ١٣٤.