فقال ابن عباس : دعه يا معاوية فوالله لأسمّنه بميسم يبقى عليه عاره وشناره إلى يوم القيامة تتحدث به الإماء والعبيد ، ويتغنى به في المجالس ويتحدث به في المحافل.
ثم قال ابن عباس : ياعمرو وابتدأ في الكلام.
فمدّ معاوية يده فوضعها على فيّ ابن عباس ، وقال له : أقسمت عليك يابن عباس إلاّ أمسكت ، وكره أن يسمع أهل الشام ما يقول ابن عباس.
وكان آخر كلامه : أخسأ أيّها العبد وأنت مذموم. وافترقوا ) (١).
( المحاورة السابعة )
( ما تكشف الأيام منك إلا عن سيف صقيل )
روى المدائني ، قال :
( وفد عبد الله بن عباس على معاوية مرّة ، فقال معاوية لابنه يزيد ، ولزياد بن سمية ، وعتبة بن أبي سفيان ، ومروان بن الحكم ، وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ، وسعيد بن العاص ، وعبد الرحمن بن أم الحكم :
____________________
(١) الخصال للشيخ الصدوق / ١٩٢ ـ ١٩٣ ط الحيدرية بتقديمي ، بحار الأنوار ١٠ / ١٢٩ ط تبريز حجرية.
وذكر ما جرى بين ابن عباس ومعاوية من محاورة صاحب مختصر تاريخ الخلفاء ( طبع موسكو ١٩٦٧ من ورقة ٢٤٠ بـ إلى ورقة ٢٤١ ) وقال : ( وإنما أوردنا هذه الحكاية على وجهها لأن فيها مسائل يقع الشك فيها لكل من تأملها ويشتهى المخرج منها والمظنون أن من جعل عبد الله بن العباس قدوة في ذلك مع علمه وقرباه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكونه في الفتن واختياره لنفسه ، وسار بسيرته وحكم بمثل حكمه كان من الفائزين ) ..