الجواب ، بيننا وبينكم برزخ وحجاب ، أنتم الحثالة ونحن اللباب ، ولشتان ما بين العبيد والأرباب ، أتجعل أمية كهاشم؟ إنّ هاشماً كان صميماً كريماً ، ولم يكن لئيماً ولا زنيما ، أوّل من هشم الثريد وسنّ الرحلتين ، وله يقول القائل :
عمرو الذي هشم الثريد لقومه |
|
ورجال مكة مسنتون عجاف |
سفرين سنهما له ولقومه |
|
سفر الشتاء ورحلة الأصياف ) (١) |
( لو ولينا أحسنا المواساة )
أخرج المعافى بن زكريا الجريري في كتاب ( الجليس الصالح ) ، وابن عساكر في ( تاريخ مدينة دمشق ) ، وابن عبد ربه الأندلسي في ( العقد الفريد ) ، واللفظ للأوّل ، بسنده عن هشام الكلبي ، عن أبيه ، قال :
( لم يكن أحد من بني هاشم أكثر غشياناً لمعاوية من عبد الله بن العباس ، فوفد إليه مرّة وعنده وفود العرب ، فأقعده عن يمينه ، ثم أقبل عليه ، فقال : نشدتك بالله يابن عباس أن لو وليتمونا أتيتم إلينا ما أتينا لكم من الترحيب والتقريب ، وإعطائكم الجزيل ، وإكرامكم عن القليل ، وصبرتم على ما صبرت عليه منكم ، إنّي لا أريد أمراً إلاّ أظمأتم صدره ، ولا آتي معروفاً إلاّ صغرتم قدره ، وأعطيكم العطية فيها قضاء حقوقكم ،
____________________
(١) أخبار الدولة العباسية / ٤٧ ـ ٥٠ تح الدكتور عبد العزيز الدوري والدكتور عبد الجبار المطلبي ط دار الطليعة بيروت ١٩٧١ م.