وحديثه كما رواه أحمد في مسنده بسنده ، عن مجاهد ، عن ابن عباس : ( أنّه طاف مع معاوية بالبيت فجعل معاوية يستلم الأركان كلّها ، فقال له ابن عباس : لم تستلم هذين الركنين ولم يكن رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم يستلمهما؟
فقال معاوية : ليس شيء من البيت مهجوراً.
فقال ابن عباس : ( لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ )(١).
فقال معاوية : صدقت ).
قال محقق الكتاب شاكر : إسناده صحيح ، وروى الترمذي معناه مختصراً باسناد آخر عن ابن عباس (٢).
وقد تلاعبت الأهواء بهذا الخبر فقلبت المسألة وجعلت ابن عباس الفاعل ومعاوية هو المنكر! وسيأتي مزيد بيان عن ذلك في الحلقة الثالثة إن شاء الله تعالى.
قال المؤرخون : ( ولمّا قرب من مكة خرج الناس يستقبلونه وفيهم النفر الذين توعّدهم وهدّد بقتلهم. فلمّا رأى الحسين ، قال : مرحباً بابن رسول الله وسيّد شباب المسلمين ، قرّبوا لأبي عبد الله دابة. وقال لعبد الله بن الزبير : مرحباً بابن حواري رسول الله وابن عمته هاتوا له دابة. وقال لابن
____________________
(١) الأحزاب / ٢١.
(٢) مسند أحمد ٣ / ٢٦٦ برقم ١٨٧٧ تحـ أحمد محمّد شاكر ، وأنظر صحيح الترمذي ٢ / ٩٢.