محاوراته مع عمرو بن العاص
لقد كان ابن عباس ينظر إلى عمرو بن العاص بأنّه شريك معاوية في آثامه بدءاً من إعلان المطالبة بدم عثمان ، ومروراً بخدعة التحكيم ، وانتهاءاً بحضوره المحاورات التي جرت في مجلس معاوية مع الإمامين الحسنين عليهما السلام وابن عباس وابن جعفر وبقية رجال ونساء الشيعة الذين اضطرتهم الظروف القاسية إلى الوفود على معاوية ، وكان ابن النابغة حاضراً فكان ابن عباس هو ذلك الرجل الكفوء الذي قد اختاره الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ليكون حَكَمَ أهل العراق ، ولكن أبى ذلك الأشعث ومن معه ممن باعوا دينهم لمعاوية بثمن بخس ، ولو تمّ ذلك الإختيار الموفّق للرجل المناسب في المحل المناسب ، لما بلغ معاوية حاجته من خدعة ابن النابغة لأبي موسى الأشعري ، ولما أثار شجون الإمام عليه السلام فنفث في خطبة له في شأن الحكمين وذم أهل الشام ، فقال :
( جفاة طغام ، عبيد أقزام ، جُمعوا من كلّ أوب ، وتُلُقّطوا من كلّ شوب ، ممن ينبغي أن يُفقّه ويُؤدّب ، ويُعلّم ويَدرّب ، ويُولى عليه ، ويؤخذ على يديه ، ليسوا من المهاجرين والأنصار ، ولا من الذين تبوّؤا الدار.
ألا وإنّ القوم أختاروا لأنفسهم أقرب القوم ممّا تحبّون ، وأخترتم