الدمشقي وهشام ، على ما ورد في ترجمته في ( تهذيب التهذيب ) من مدح ، فقد ورد فيه من القدح ما ينسف مدحه. ويكفي أنّه كان يُلقّن فيتلقّن ولا يفهم بما يحدّث.
ثمّ إنّ الحديث رواه غير ابن دأب ، فلاحظ سند نصر بن مزاحم ، فقد رواه عن محمّد بن إسحاق ، عن عبد الله بن أبي يحيى ، عن عبد الرحمن ابن حاطب ، وهذا صحابي مولود على عهده صلى الله عليه وآله وسلم وتوفى سنة ٦٨ هـ ، وقيل قتل يوم الحرّة كما في ( الإصابة ).
ولاحظ سند الجاحظ فقد رواه (١) عن محمّد بن سعيد ، عن إبراهيم بن حويطب ، إلاّ أنّه ذكره مقالة قالها عمرو بن العاص لابن عباس ، وليس ذلك بضائر.
وأمّا ابن أعثم فقد ذكر ما جرى من الكتب ... لمّا عضّهم سلاح أهل العراق وبدأها بلفظ ( قال ). وإذا رجعنا نلتمس القائل نجد الرجل قد ذكر في إبتداء خبر وقعة صفين عدّة أسانيد ليس بين أسماء رجالها عيسى بن دأب ، وقال بعد ذكرهم وغير هؤلاء ... ( وقد جمعت ما سمعت من رواياتهم على إختلاف لغاتهم فألّفته حديثاً واحداً على نسق واحد ... ) ، فعرفنا أنّه هو القائل.
والآن إلى رواية الحديث بلفظ نصر ، وإضافة ما عند البلاذري بين
____________________
(١) نفس المصدر ٢ / ٢٩٨.