قال نصر : ( وإنّ معاوية كان يكاتب ابن عباس ، وكان يجيبه بقول ليّن ، وذلك قبل أن يعظم الحرب ) (١).
أقول : ولم أقف على شيء من تلك المكاتبات سوى ما ذكره ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) ونقله المتقي الهندي ، قال :
( عن عبد الملك بن حميد ، قال : كنّا مع عبد الملك بن صالح بدمشق فأصاب كتاباً في ديوان دمشق :
بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبد الله بن عباس إلى معاوية بن أبي سفيان ، سلام عليك ، فإنّي أحمد الله إليك الذي لا إله إلاّ هو ، عصمنا الله وإياك بالتقوى ، أمّا بعد فقد جاءني كتابك فلم أسمع منه إلاّ خيراً ، وذكرت شأن المودة بيننا ، وإنّك لعمر الله لودود في صدري من أهل المودة الخالصة والخاصة ، وإنّي للخلّة التي بيننا لراع ، ولصالحها لحافظ ولا قوّة إلاّ بالله.
أمّا بعد فإنّك من ذوي النهى من قريش وأهل الحلم والخلق الجميل منها ، فليصدر رأيك بما فيه النظر لنفسك والتقية ( البقية ظ ) على دينك ، والشفقة على الإسلام وأهله ، فإنّه خير لك وأوفر لحظك في دنياك وآخرتك ، وقد سمعتك تذكر شأن عثمان بن عفان ، فاعلم إنّ انبعاثك في
____________________
(١) وقعة صفين / ٤٧١.