مقام رجلين من علماء اليهود بين يدي أبي بكر
ذكر ذلك الغزالي في كتابه ( مقام العلماء بين يدي الخلفاء والأمراء ) ، قال :
( روى علي بن إسحاق ، عن محمد بن مروان ، عن ابن الكلبي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال :
قدم يهوديان المدينة بعد وفاة النبيّ عليه الصلاة والسلام بشهرين ، فسألا عن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فدلا على أبي بكر رضي الله عنه. فأتياه فقالا : إنّا وجدنا صفة محمد صلى الله عليه وآله وسلم في التوراة ، فجئنا لنسلم على يده.
فقال أبو بكر رضي الله عنه : قد مات منذ شهرين ، فما حاجتكما؟
فقالا : نريد أن نسألك عن أشياء ثلاثة ، فإن أخبرتنا بها آمنا وصدقنا.
فقال أبو بكر رضي الله عنه : سلا عما شئتما.
قالا : أخبرنا ما الذي فرَّق بين الحبّ والبغض ومعدنهما في القلب واحد؟ وما الذي فرَّق بين الحفظ والنسيان ومعدنهما في القلب واحد؟ وما الذي فرَّق بين الأحلام الصادقة والأحلام الكاذبة؟
قال : فاطرق أبو بكر ساعة عاضاً على إبهامه ، ثم قال : الله ورسوله أعلم إئتيا عمر بن الخطاب فإنّه سيخبركما إن شاء الله تعالى.
فأتيا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسألاه ، قال : الله ورسوله أعلم ، إئتيا عليّ بن أبي طالب فاسألاه فإنّه سيخبركما إنّ شاء الله.
قالا : أين هو؟