ابن عباس وقريش النواصب
لقد قرأنا فيما مرّ في الحلقة الأولى من الموسوعة في الجزء الثاني بعض محاوارت ابن عباس رضياللهعنه مع بعض رموز القرشيين ممن ناصبوا الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام العداوة والشنئان ، وذلك في ( مظاهر الحبّ والبغض بين قريش وبين بني هاشم ) ، وقد كان أشدّ قريش عداوة هم بنو مخزوم وبنو أمية ، وفيهم نزل قوله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ )(١).
راجع تاريخ البخاري ، وتفاسير ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والسيوطي في تفسير الآية الكريمة ، تجد قول عمر : ( هما الأفجران من قريش بنو المغيرة وبنو أمية ، فأمّا بنو المغيرة فقد كفيتموهم يوم بدر ، وأمّا بنو أمية فمتّعوا إلى حين ) (٢).
وقد سأل ابن عباس من عمر عن هذه الآية لينتزع منه إعترافاً يحتج به ، أو أراد على نحو ما مرّ من سؤاله عن اللتين تظاهرتا فقال له : ( هما عائشة وحفصة ) ، وفي المقام أحسّ عمر بما في نفس ابن عباس ، فقال له : ( هما الأفجران : أخوالي وأعمامك ، فأمّا أخوالي فاستأصلهم الله يوم بدر ، وأمّا
____________
١ ـ إبراهيم / ٢٨.
٢ ـ أنظر تفسير الدر المنثور ٤ / ٨٤ تجد التصريح بالنقل عمن ذكرناهم في المتن.