( كفر معاوية بشهادة المغيرة بن شعبة وغيره )
ليعلم القارئ ـ أيّاً كان ـ إنّا لن نستفزّ مشاعره بالتجاوز عن حدود الأدب الإسلامي ، فما ذكرناه في العنوان إنّما ذلك هو دون ما قاله المغيرة بن شعبة في معاوية بن أبي سفيان ، وهو غير متهم عليه فيه ، فقد كان من رجاله المخلصين ، ثم هو واليه على الكوفة ، وفوق هذا وذاك كان مصاهراً له على أخته آمنة بنت أبي سفيان (١) ، وقد شهد بكفر معاوية وخبثه في حديثه مع ابنه المطرف بين المغيرة بعدما عاد من معاوية في ليلة مغتمّاً متبرّماً وهو يتأفف ، فسأله ابنه عن سبب تأففه وغمّه؟ فقال : ( يا بني جئت من أكفر الناس وأخبثهم ) ، ثم حدّثه بما سمعه من كلام معاوية ممّا ساءه سماعه وهو قول معاوية : ( وإنّ ابن أبي كبشة ليصاح به في كلّ يوم خمس مرات ( أشهد أنّ محمّد رسول الله ) فأيّ عمل يبقي؟ وأيّ ذكر يدوم بعد هذا. لا أباً لك؟ لا والله إلاّ دفناً دفناً ) (٢).
وليس دون كلمة معاوية هذه فظاعة وكفراً ما قاله عند سماع المؤذن يقول : ( أشهد أنّ محمّد رسول الله ) ، فقال معاوية : ( لله أبوك يا بن عبد الله ، لقد كنت عالي الهمة ، ما رضيت لنفسك إلاّ أن تقرن اسمك باسم ربّ العالمين ) (٣).
وثالثة الأثافي ما قاله لبني أمية : ( يا معشر بني أمية إنّ محمّداً لم يدع
____________
١ ـ جاء في أنساب الأشراف للبلاذري ١ / ٦ بتحقيق إحسان عباس ، إنه خلف عليها بعد زوجين هما حويطب بن عبد العزّ ى في قريش ، ثم صفوان بن أمية الجُمحي.
٢ ـ الموفقيات / ٥٧٦ ط أوقاف بغداد ، مروج الذهب ٤ / ٤٠ في أوآخر ترجمة المأمون العباسي ، شرح نهج البلاغة ٢ / ١٧٦ط مصر الأولى ، كشف الغمة ١ / ٥٥٦.
٣ ـ شرح نهج البلاغة ٢ / ٥٣٧ ط مصر الأولى و ١٠ / ١٠١ ط محققة.