( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر )
فهذا لفظ حديث شريف تظافر نقله عند أئمة الحديث بدءاً من عبد الرزاق ، ثم الطيالسي ، والحُميدي ، وأحمد ، والدارمي ، والبخاري ، ومسلم ، والترمذي ، والبزار ، والنسائي ، وابن ماجة ، وأبو يعلى ، وابن حبّان ، والطبراني ، وأبو عوانة ، والبغوي ، والطحاوي ، والدارقطني ، وابن مندة ، والشاشي ، والخلال ، وأبو نعيم ، والخطيب ، والبيهقي ... إلى غير هؤلاء ممن صححه ولم يطعن فيه.
ولمّا كان الحديث فيه إدانة واضحة لمن مارس سبّ المسلم أو قتاله ، ومعاوية مارسهما معاً مع سيد المسلمين ويعسوب المؤمنين ، وهذا من المتيقن عند جميع المسلمين ، إلاّ من طبع على قلبه من نابتة الأمويين ممن لا يرضى بذكر معاوية ذلك الكافر الفاسق بشهادة أصحابه وأذنابه ، ولئلا نتهم ـ لسوء الظن ـ أنا نستفزّ المشاعر ، فسندخل في البحث من بابه الذي فتحه أبو حيان الأندلسي وهو غير متهم في دينه.
ذكر ذلك ابن حجر العسقلاني في ( الدرر الكامنة ) في ترجمة أبي حيان الأندلسي : ( أنّه قال مرّة لبدر الدين ابن جماعة : قد روى عليّ ، قال : ( عهد إليَّ النبيّ لا يحبني إلاّ مؤمن ولا يبغضني إلاّ منافق ) ، هل صدق في هذه الرواية؟
فقال له ابن جماعة : نعم.
فقال : فالذين قاتلوه وسلّوا السيوف في وجهه كانوا يحبّونه أو