على منابركم ، وذلك أنّكم تلعنون عليّ بن أبي طالب ومن أحبّه ، وأنا أشهد أنّ الله أحبّه ورسوله ، فلم يلتفت إلى كلامها ) (١).
أقول : إن لم يلتفت معاوية إلى كلامها كما يقول ابن عبد ربه الأندلسي ، فإنّها لم تترك إستنكارها لهذه البدعة ، فمّا جاء لزيارتها أحد من العراقيين أو غيرهم إلاّ ذكرت له أنّها سمعت من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول لعليّ عليهالسلام وفيه من أحاديث الفضل ما لم يقله لأحد غيره من الصحابة ، وإنّما كانت تخص العراقيين بالإنكار ، لأنّ ولاة معاوية في العراق كانوا معلنين بالسبّ ، فالمغيرة بالكوفة ، وزياد بالبصرة وكلاها كان ناصبيين (٢) ، وأخبار جرائمها كثيرة فعليهما وعلى من ولاّهم ووالاهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
وقد كانت عائشة ربما تلمح من طرف خفيّ وعلى إستحذاء إلى ما يفعله معاوية ومَن شايعه من سبّ الإمام عليهالسلام.
فتقول لإبن أختها : ( أمرُوا بالإستغفار لأصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فسبّوهم ) (٣).
( إمتحان عسير لغير البصير الخبير )
أخرج الحاكم في المستدرك بإسناده ، عن أبي صادق ، قال :
____________
١ ـ العقد الفريد ٥ / ١١٤.
٢ ـ راجع عن مواقف أم سلمة ( رضوان الله عليها ) في إنكارها على أهل الكوفة حين دخل عليها منهم جماعة فيهم شبث بن ربعي ، المعجم الكبير للطبراني ٢٣ / ٢٦٣ ط الموصل ، وتاريخ بغداد ٧ / ٤٠١ ، وجمع الفوائد للروداني ٢ / ٣٣١ ، وفيض القدير للمناوي ٦ / ١٤٧ وغيرها.
٣ ـ صحيح مسلم ٨ / ٢٤١ ط صبيح.