والطهور ، والعفاف. ونحن كلمة التقوى ، وسبيل الهدى ، والمثل الأعلى ، والحجة العظمى ، والعروة الوثقى ، والحبل المتين ، ونحن الذين أمر الله تعالى بالمودة لنا ، فماذا بعد الحق إلاّ الضلال فأنّى تؤفكون ) (١)؟!
٣ ـ الحمصي سفير أهل الشام إلى ابن عباس.
ومن كلام ابن عباس الجاري مجرى الإحتجاج ، ما دار بينه وبين الحمصي سفير أهل الشام ورائدهم إليه (٢) ، وإلى القاريء حديثه في ذلك :
( كان عبد الله بن عباس بمكة يحدّث الناس على شفير زمزم ونحن عنده ، فلمّا قضى حديثه قام إليه رجل من الملأ ، فقال : يا بن عباس إنّي أمرؤ من أهل الشام.
فقال : أعوان كلّ ظالم إلاّ من عصمهم الله منهم ، فسل عما بدا لك.
قال : يابن عباس إنّي رجل من أهل حمص ، إنّهم يتبرأون من عليّ بن أبي طالب ويلعنونه.
فقال ابن عباس : بل ، لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعدّ لهم عذاباً مهيناً. ألبُعد قرابته من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ أو أنّه لم يكن أوّل ذُكران العالمين إيماناً بالله ورسولهُ ، وأوّل من صلى وركع ، وعمل بأعمال البر؟
____________
١ ـ الخصال / باب العشرة ، للشيخ الصدوق قدسسره ، غرر الأخبار للديلمي / ٣٣٥ ط قم.
٢ ـ ورد ذكر هذا الخبر في كتاب ( الهمّة في آداب أتّباع الأئمة / ٧٥ ) للقاضي نعمان ، تح الدكتور محمد كامل حسين ط دار الفكر العربي ، وفي سلسلة مخطوطات الفاطميين / ٣ ، وفي كتاب المحاسن والمساويء للبيهقي الشافعي ط النعساني ١٣٢٥ هـ ، وغيرهما من المصادر.